منتدى الروض الفائق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يهتم بكل شؤن الاسرة المسلمة


    خلق المرأة المسلمة

    avatar
    أم حنيفة


    عدد المساهمات : 11
    نقاط : 31
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 09/09/2012

    خلق المرأة المسلمة Empty خلق المرأة المسلمة

    مُساهمة  أم حنيفة الأحد سبتمبر 09, 2012 2:53 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم

    خلق المرأة المسلمة

    اعلمي أيتها المرأة المسلمة أن الخلق الحسن هو قوام حياتك، وعليه مدار سعادتك فإن رزقته فقد رزقت كل خير، وان حرمته فانك حرمت من كل خير.
    والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لمن جاء يسأل عن البر: "البر حسن الخلق".
    كما سئل عن أكثر ما يدخل الجنة فقال: "تقوى الله تعالى، وحسن الخلق".
    وقال صلى الله عليه وسلم في بيان في حسن الخلق: "‏إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أَحَاسِنَكُمْ أخلاقاً".
    وقال: "إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل، وأنه لضعيف العبادة".


    والأخلاق الفاضلة تكتسب بالرياضة، والمواظبة والتعود.


    واليك جملة صالحة منها، فروضي نفسك عليها، وتعودي التخلق بها، وواظبي عليها تفوزين إن شاء الله تعالى بحسن الخلق، وحسبك خيراً وشرفاً حسن الخلق:

    1. الصبر وهو أن تحبسي نفسك على الطاعات، وفعل الخيرات بلا ضجر ولا ملل، كما تحبسينها بعيدة عن المعاصي وعن كل خلق سيء كالكذب والخيانة والغش والخسة، والكبر، والعجب، والبخل والشح، والجزع بإظهار عدم الرضا بحكم الله، ومجاري أقداره في عباده.

    2. الصفح والإعراض عن كل ما تسمعين من كلمة نابية، أو حركة عنيفة، فلا تردي على السيئة بالسيئة، ولكن بالحسنة وهي الكلمة الطيبة، قابلي الجفاء والغلظة من أفراد عائلتك بالعطف، والرحمة، واللين، إن علت أصواتهم أخفض صوتك، وان قبحت كلماتهم جملي لفظك، وطيبي كلماتك، بهذا تملكين قلوبهم، وتظفرين بودهم، وقربهم، وحسن معاملتهم. قال تعالى: (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ) وقال تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ - وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)، وقال لرسوله صلى الله عليه وسلم: (فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ).

    3. الحياء والاحتشام، فالزمي نفسك بهذا الخلق فانه أخو الإيمان، وجماع البر والإحسان، فاستحي من الله تعالى حق الحياء، فلا يراك على ما يكره، واستحي من الملائكة فلا تتكشفي في خلوتك ما استطعتِ. واستحي من زوجك واهلك ومن سائر الناس، فلا تقولي البذاء، ولا تنطقي بالفحش، ولا تعملي عملاً أو تقولي قولا يجانب الحشمة والحياء. إن الحياء كله خير، ولا يأتي إلا بالخير فاستري محاسنك، ولا تتبذلي أمام أقاربك. حسني كلماتك، وغضي بصرك، وأطيلي ثيابك، ولا تكشفي رأسك، فلا يفارقك خمارك، إلا إذا خلوت بزوجك في عقر ‏دارك.

    4. كوني سخية فلا تبخلي بفضل طعام، أو شراب، أو كساء، أو دواء، ابذلي المعروف، وتصدقي من مال زوجك بعد استئذانه وإذنه فتشاطرينه الأجر والمثوبة، وتسلمي من العقوبة، إن الله تعالى يقول: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى - وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)، فاحذري الشح، واتقيه بالصدقة القليلة والكثيرة. أحسني إلى جارتك كما تحسنين إلى أقاربك، واعلمي أن الله تعالى مع المحسنين.

    5. عليك ‏بالإيثار فآثري أهل بيتك على نفسك، فإن الإيثار من أخلاق الصالحين، وصفات الصديقين قال تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ). جوعي ‏ليشبع أهل بيتك، واظمئي ليرووا، واتعبي ليستريحوا، ولا تحسبي هذا نقصا فيك بل هو كمال، وجمال، وجلال. انك بإيثارك الخير تصبحين سيدة، والسيدة خير من المَسُودة، وروي أن "‏خادم القوم سيدهم" وقيل لأحدهم: "بم ساد فيكم فلان؟ قال: احتجنا إليه، واستغنى عنا". فاعرفي هذا الخلق، واكسبيه بالرياضة للنفس، والمجاهدة لها.

    6. ‏الصمت، وحسن السمت، الزمي هذا الخلق فقللي من الكلام، ولا تتكلمي إلا بخير لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"، وإذا تكلمت فأوجزي في الكلام، وقولي المعروف فقط. قال تعالى في تأديب نساء النبي صلى الله عليه وسلم: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً - وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى). والزمي حسن السمت في لباسك، ومشيك وقعودك، وفي عملك، وقولك، فتأني واحلمي، ولا تغضبي ولا تضجري، ولا تفرحي فرح الأشر والبطر، ولكن احمدي الله تعالى، ‏واثني عليه بنعمه. وأكثري من شكره وحمده.

    7. أنصفي من نفسك فإن الإنصاف من حسن الإسلام تصنّعي لزوجك كما تحبين أن يتصنّع لك، واكرهي لغيرك ما تكرهينه لنفسك، وأحبي لأهلك، وأقاربك، وسائر المؤمنين ما تحبين لنفسك، وفي الحديث الصحيح. "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يجب لنفسه".

    إن من الإنصاف المأمور به أن تعاملي غيرك بما تحبين أن يعاملوك به، فلا تري لنفسك الأثرة على غيرك، وكما تريدين أن يقال لك من جميل اللفظ وكريم القول فقولي أنت لغيرك ذلك، وكما تكرهين أن تؤذي في عرضك، أو بدنك، أو مالك فاكرهي ذلك لغيرك. وبذلك تظفرين بخلق الإنصاف من النفس، وهو من حسن الخلق، وكريم الشيم، وطيب النفس.

    تلك أيتها المؤمنة جملة من الأخلاق الفاضلة فتحلي بها، وتجملي باكتسابها، وعيشي عليها، تكملي وتسعدي.
    والله معك، ولا يتركك (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).


    --------------------------------------
    المصدر:
    كتاب "المرأة المسلمة" ، للشيخ جابر الجزائري

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:21 pm